http://up.graaam.com/uploads/imag-1/graaam-20b0d3c9704.jpgعبد الجبار العتابي من بغداد : اي شيء يمكن ان يضع لاعب كرة القدم خارج حسابات النادي الذي كان سعى اليه وضمه اليه ، وقابله اللاعب بوفاء حصد به الانتصارات والالقاب ؟ ، اي صورة بات عليها اللاعب وهو ينظر الى نفسه خارج حدود الملعب الذي طالما كان كل من فيه يهتف اليه ويحييه وينادي باسمه ؟ ، اي حزن يكتنف اللاعب حينما يشعر انه غير قادر على العطاء حسب رأي الاخرين الذين استغنوا عن خدماته ؟ !!.
حقيقة .. انا شعرت بالحزن .. حين قرأت خبرا في صحيفة (الشرق) القطرية يقول : (الاستغناء عن السفاح : سيكون يونس محمود خارج حسابات الغرافة في الموسم الجديد ) ، ان العنوان والكلام المقتضب هو عن يونس محمود ، النجم العراقي الكبير ، الذي طالما كانت لاجله تقوم الديباجات وتنشر المقالات وتضاء الكاميرات ويهرع اليه الهارعون من اجل كلمة او لقطة ، فجأة .. تغيرت الاحوال ، صار (المطلوب) .. (غير مرغوب فيه ) يا للاسى ، وفي وقت قياسي جدا لايمكن ربما ان يحدث ولو في الخيال ، فقد نال اللاعب يونس محمود ورقة استغناء من ناديه القطري وهناك شائعات عن الاستغناء عن خدماته للمنتخب العراقي !!، وراودتني اسئلة كثيرة والاخطر ما بينها : هل انتهى يونس حقا ؟ اجبت على الفور : لا .. ثم لا ، فأن كان مر بظروف معقدة نوعا ما فلن يستكين لتثلم من جرف مهاراته ولن يمنحها فرصة العبث به ، وان كان لكل جواد كبوة فتلك كبوة يونس التي لن تمر الا ومنحته القوة ، كبوته هي الاصابة اللعينة التي تحاول ان تعرقل مسيرته ، او كبوته هي تلك اللحظات التي استرخى فيها واطمأن الى واقعه ، او كبوته هي جفاء الجمهور له بعد الاخفاقات التي تعرض لها المنتخب لاسيما انه كان اللاعب الاقرب الى عيون الناس وقلوبه وصوره في كل مكان ، فهو كابتن الفريق ومهاجمه الذي ينبري وقت الشدة ليضع كرة الفوز في مرمى الخصم ، واذا ما عدنا بشريط الاحداث سنجد يونس بكل التفاصيل نجما زاهرا ، قد تغطي الغيوم اجزاء من بريقه ولمعانه ، ولكنه لن يأفل ولن يذبل وسيعاود اللمعان .
الاستغناء عنه .. محزن ، وابعاده اكثر حزنا ، والكلام الذي يتناثر هنا وهناك على قدر مصداقيته مؤسف ، انا اتخيل الان صورته : حزين ، لكنه ليس بالحزن المؤدي الى اليأس ، بل انه ذلك الحزن النبيل الذي يمنحه قدرا كبيرا من القوة ، لكنه يسمع ويقرأ ويتألم ، تأتيه الكلمات الى حيث هو ، تحمل اشكالا من الغرائب والعجائب عن حكايات و (سوالف) لا يستطيع الرد عليها ، ولكن ما الذي على يونس ان يفعله ؟ ، قال لي استاذ في علم النفس : على يونس ان ينفض عن روحه كل ما علق بها من شوائب الاصابة والاخفاقات التي انتابت مسيرته في الفترة الاخيرة وعليه ان يستعيد ثقته بنفسه اولا ومن ثم ثقة الجمهور به ، واضاف : المشكلة التي بات يونس يعاني منها ليست مهارية بقدر ما هي نفسية حين اجتمعت عليه هموم مختلفة تمثلت في عدم تقديره للاصابة التي لحقت به فكان يلعب دون عناية بنفسه وتكرار هذا اعطى للجمهور فكرة ان يونس يتمارض او يدعي الاصابة ، كما ان اهتمامه باللعب في الدوري الاوربي جعل حالته النفسية تضع كل ما حوله على الهامش فيعتقد البعض ان اصابته وهمية والا كيف يتعاقد فريق اوربي محترف مع لاعب عربي مصاب ، وبالتأكيد الضخ الاعلامي وضع يونس في موقف المغتر بنفسه وهذا ماكان في صالحه ، واعتقد ان على يونس ان يركز على معالجة الاصابة وبعد ذلك يعود الى الملاعب بقوة لان يونس لاعب لايعوض وهو رقم ليس سهلا ضمن المنتخب العراقي ، كما اتمنى من الجمهور ان لايقسو عليه ويمنحه فرصة العودة بمحبة واخترام .
اذن .. يونس يحتاج الى دعم الجمهور والاعلام الرياضي ، ان يربتا على كتفه كأخ وصديق ورياضي طالما كان جديرا بالاحترام والتقدير لاسيما انه ما زال في ريعان الشباب ، وعلى يونس ان يحتوي سلبيات المرحلة السابقة ويعود ال المران ويشد حيله ليكون عنصرا فاعلا في المنتخب قبل النادي ونحن على ثقة انه قادر على ذلك زالحكمو تقول (رب مغلوب هوى ثم ارتقى) .